تزايدت الأقاويل والادعاءات حول الصراعات والخلافات التي كانت بين الرئيسين الراحلين أنور السادات والراحل جمال عبد الناصر، إلا أن أحد كتب السادات، كانت جديرة بأن تحكي الحقيقة، وتصف طبيعة العلاقة بين السادات وعبد الناصر، التي كانت قائمة على التفاهم والتعاون المشترك بشكل دائم.
ويروي كتاب "يا ولدي هذا عمك جمال"، الذي يخاطب فيه ابنه جمال الذي سماه الرئيس الراحل على اسم الزعيم جمال عبد الناصر، حيث كان ما زال في عمر الشهرين آنذاك، ليفتخر في هذا الكتاب بثورة 23 يوليو، وبالأخص بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي جمعت بينهما العديد من المواقف.
"ضابطان في منقباد"
منقباد.. تلك المنطقة جنوبي مصر، التابعة لمحافظة أسيوط، والتي جمعت منذ عام 1938، بين السادات وعبد الناصر، الضابطين والصديقين، حيث كان يقول السادات "عبدالناصر صديقي ورئيسي أحبه وأحترمه منذ أن كنا ضابطين صغيرين في منقباد عام 1938"، حيث كان السادات معجبا دائما بشجاعة عبدالناصر وإقدامه النابع من إيمانه وحبه في الاستقلال.
"اجتماع في منزل حسن إبراهيم بين عبدالناصر والسادات والضباط الأحرار"
في مستهل عام 1951، الوقت الذي أعلنت فيه مصر إلغاء معاهدتها مع بريطانيا، بالأسلحة والذخائر والضباط، وقامت بريطانيا بضرب دار المحافظة في الإسماعيلية، التي كانت تحتوي على قوات البوليس المصري، وتوقف المقاومة في منطقة قناة السويس، ما أدى إلى قتل الكثير من الشباب، حتى جاء اجتماع جمال عبد الناصر والسادات مع الضباط الأحرار، في منزل حسن إبراهيم، أحد هؤلاء الضباط بتحديد موعد لقيام الثورة، الذي تم الاتفاق عليه 1955، ثم نوفمبر 1952، حتى استقرت 23 يوليو 1952.
لقاء السادات مع عبد الناصر في شقة كوبري القبة
جاء قرار تعيين محمد نجيب قائد الثورة من قبل الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، صدمة كبيرة للسادات، الذي كان يرى أن عبد الناصر هو الأحق بهذا المنصب، ما دفعه إلى الذهاب إلى عبد الناصر في منزله، لكي يقنعه بأن يتولى هو هذا المنصب، قائلا: "اجتمعت على انفراد بجمال في شقته بكوبري القبة وأخذت أتناقش معه وأبدي له تخوفي الشديد من تسلم رجل غريب لقيادة الثورة، وأن الرجل بحكم سنه وعقليته، لن يستطيع أن يفهم العمل الثوري"، حيث أبدى عبد الناصر اقتناعه برأي السادات، قائلا: "أخشى أن ينشئ هذا المنصب ثغرة بيني وبين الآخرين".
عبد الناصر والسادات صراع ما بين الديمقراطية والديكتاتورية
كان عبد الناصر يعتاد إلقاء المحاضرات في الفلسفة في مدرسة الشؤون الإدارية، التي كان مقرها في مبنى مقر مجلس قيادة الثورة، في كوبري القبة، عام 1956، والتي كان يشرح فيها عبد الناصر، مزايا وعيوب فلسفة الديموقراطية وفلسفة الكتاتورية، حيث أخذ السادات زاوية إلى "تمييع" المناقشة بقصد تأجيلها، حتي تنبه عبدالناصر، وطلب أخذ الأصوات، حتى وجد 7 أصوات لصالح الدكتاتورية، وصوت للديموقراطية وهو صوت عبد الناصر، حتى أعلن استقالته وانسحابه من الثورة، إلا أن السادات والضباط الآخرين تنازلوا عن الدكتاتورية.
ليست هناك تعليقات: